بسم الله الرحمن الرحيم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحيةً طيبةً وبعد :الى من بعثت له رسالتي واهتم بي بلا مقابل ( جزاك الله ما تتمنى ) .
أنا شاب ابلغ من العمر 24 سنه بدأ المرض بي تقريباً من 4 سنوات وانا في عمر 20 سنه.
في اول الامر لم اكن اعلم مابي فلم اخرج من المنزل من الخوف ، بعد شهرين ذهبت الى طبيب نفسي ابلغني ان مرضي هو نوبات الهلع وشرح لي ماهي
أعطاني سبرالكس 20 ملم كل يوم حبتين ، بعد خمس جلسات تقريباً فهمت ان المرض عباره عن وهم وعلاجه التحدي.
كنت لا استطيع الخروج من المنزل من الخوف في بداية الامر بعدما وصلت الي معلومة المرض بشكل كامل وتفهمت انه عباره عن وهم وعلاجه تحدي ، بدأت رحلة العلاج بالتحدي
اول الامر خروجي للمسجد بعده الذهاب الي الاماكن القريبه التي لا تتعدى 1 كيلو عن المنزل وكل يومين او ثلاثه ابعد 3 او 4 كيلو الى ان وصلت في اربعة اشهر تقريباً 370 كيلو تقريباً بعد عن المنزل والاهل ذهبت الى مدينه اخرى لوحدي في الليل رغبة بالتحدي
ولا اخفيك سراً بأنها من امر واصعب واخوف ايام حياتي لكن كنت اريد العلاج واريد الصحه ، بعد التحدي الكبير اصبحت اتحدى اشياء كنت اخاف منها قبل المرض مثال ( الافاعي ، البيوت المهجروه ، السفر في اخر الليل لوحدي )
ولله الحمد است مريت تقريباً 4 اشهر وانا اتحدى الى ان اختفى المرض تماماً ذهب الى الطبيب المعالج استغرب بشدة من قوتي لكن اخبرني ان لا استعجل واخفف الدواء نصحني بالاسمرار عليه 6 اشهر ثم اخفف منه
بعد شهرين من الصحه انتكس المرض علي فجأه اتى اقوى من الاول بكثير اصبحت لا استطيع الخروج من المنزل استغربت وحزنت ذهبت الى الدكتور قال لي طبيعي فتره وترجع احسن من اول
ذهب الى آخر قال لي غير الدواء ذهبت الى ثالث قال لي خذ اندرال مع دوائك ، اكملت سنه وانا في حيره وخوف لا يعلمه الا الله لا استطيع التحدي ابداً ضعفت جدا ، استعنت بالله بعد ان اكتمل الموضوع سنتان من اول ما مرضت الى هذه اللحظه
قال لي الدكتور غير الدواء لـسيروكسات سي ار 25 ملم حبتين باليوم ، غيرت الدواء وعزمت ان ارجع لأفضل من الاول لكن للأسف اتحدى و اتحدى الى ان اصل بعد عن المنزل 20 او 30 كيلو وبعدها بكم يوم انتكس ولا استطيع الخروج من المنزل مره اخرى كأني لم افعل شيء
استمريت على التحدي ولم ايأس فبعد ان اتحدى نفسي واصل الى اسواق واماكن بعديه عن المنزل وكل فتره ازيد من البعد قليلاً وفجأه مثل كل مره اصبح في احد الايام وارجع من جديد لا استطيع الذهاب حتى للسوبرماركت خلف بيتي
يأست من التحدي ومثل ماتعلم بأن التحدي صعب جدا يأست منه واصبحت لا اتحدى لاني اتعب في التحدي جدا وبعد فتره يذهب جهدي هباءَ منثورا ، اصبحت لمدة سنه و 6 اشهر تقريباً اعيش في محيط ضيق وفي حدود منزلي فقط
كل فتره واخرى اذهب للتحدي وانا غضبان واتحدى نفسي بقوه واذهب بسرعه لمايزيد عن 50 كيلو فجأه وكل يوم افعلها وطبيعي بعد المره الثالثه او الرابعه يصبح الموضوع سهل ، وبعد فتره اسبوع او اكثر بقليل انتكس ويصبح اول 1 كيلو صعب وكله خوف كأني اتحدى لاول مره
هذه حالتي وانا الى الان مستمر على الدواء ولا اخفيكم بأني يئست من الشفاء واصبحت اعيش واتعايش مع محيط ضيق جداً 80٪ من حياتي في آخر اربع سنوات.
اريد حل ! اريد ان اعرف مابي ! اريد ان اعرف لماذا انا هكذا بغير الناس اصحاب النوبات ..
أعطوني فائده او سبب واحد للتحدي وكسر النوبات وانا مستعد والآن بأن اذهب 1000 كيلو بعد عن المنزل واتحدى 100 نوبه بالضبط لكن !!
اين الفائده قتلت نفسي وتألمت بلا مقابل ،، الله يوفقكم لما يحبه ويرضاه ،، ويرزقني بما اتمنى و شكرا ،،،
إلى المستشير محمد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أشكرك أولا على ثقتك واتصالك بالموقع .
من وصفك للحالة أعتقد أنك تعاني من رهاب الساحة أو رهاب الخلاء وهو نوع من اضطرابات القلق وهو ليس بوهم وهو نوع من الخوف الشديد أو الفزع عند الخروج للأماكن المفتوحة أو الخروج خارج المنزل ويصاحب هذا الإحساس بالفزع أعراض عضوية مثل الخفقان والرعشة والعرق وجفاف الفم وبرودة الأطراف .
ما وصفته بالتحدي وما قمت به من تدرج في مواجهة الخوف من البعد عن البيت هو نوع من العلاج السلوكي ويعرف بإزالة الحساسية بشكل منتظم ويقوم المعالج النفسي بوضع برنامج متدرج لتعديل سلوك المريض تجاه الموقف المثير للخوف بصورة متدرجة من المواقف البسيطة إلي الأصعب تدريجيا إما في الواقع أو بالتخيل مصاحبا له بالاسترخاء.
وهناك عدة أنواع من العلاج السلوكي لمعالجة الرهاب بأنواعه المختلفة ويعتقد أن العلاج السلوكي المعرفي إضافة للعلاج الدوائي يأتي بنتائج علاجية جيدة والعلاج السلوكي المعرفي يتركز حول المريض وأفكاره عن نفسه فهو يعتمد على تغيير وتعديل مفهومه تجاه نفسه وتجاه المواقف المثيرة التي تجابهه مما يساعده على تغيير استجاباته لتصبح استجابات صحيحة وغير خاطئة.
ويستخدم هذا الأسلوب المناقشة العقلية والمنطقية. ويهدف المعالج من خلال تلك المناقشة العقلية إلى إزالة الأفكار والمفاهيم والمعتقدات السالبة والخاطئة مما يجعله يستجيب استجابات غير سليمة ولا واقعية للمثيرات والمواقف التي يمر بها.
وفي مثل حالتك الابتعاد عن البيت ونجاحك في تغيير تلك المفاهيم والأفكار الخاطئة تجاه المواقف المثيرة للخوف سيعينك على التغلب على الأعراض و الشفاء بإذن الله.ز
الكاتب: د. محمد الحسن خالد
المصدر: موقع المستشار